الثلاثاء، 25 يناير 2011

الخسارة العظيمة

أتعلمون ماهي أعظم خسارة يعيشها الإنسان بعد خسارته دينه , وإن جاز لي التعبير قلت أعظم خسارة في العلاقات الإجتماعية .


كم هو مؤلم أن تخسر محبة الأطفال واحترامهم وبراءتهم , الأطفال هم الأصدقاء الأوفياء دائما , لا يكذبون , لا يتصنعون ,


يتكلمون ببراءة الطفولة بكل صدق وأريحية , يكتشفون أخطاءك ويخبرونك بها بكل عفوية وصدق , لا مجاملات معهم ,


يوم الجمعة خسرت أحد أصدقائي الأطفال عن عمر لم يتجاوز الرابعة عشر عاما , رحمه الله رحمة وأسكنه الفردوس الأعلى


لم يمهله المرض طويلا لقد عانى من المرض الخبيث عامين والسرطان ينتشر بجسده الطاهر من فخذه مرورا بالقلب حتى الرأس


عامين والمرض صديقه الدائم لم يفارقه أبدا


كنت أزوره في كل أسبوع مرتين أو ثلاث وفي كل مرة أرى ابتسامة أطهر من التي قبلها ,


حدثني والده بعيدا عن ابنه قال لي أخي دكتور بلشه , أريد خدمة منك بسيطة قالت آمر , قال هذا اسم المرض اللي بولدي ابيك تجيب لي معلومات عنه قلت ابشر ما طلبت شي


بحثت في النت عن اسم المرض ووجدت بحثا مفصلا عنه سلمته له خارج المستشفى ونحن ذاهبون لأداء صلاة المغرب


وبعد أشهر اتصل بي والده مرة أخرى يقول اسم المرض يختلف عن السابق اكتشف الأطباء نوعه وأرسل لي اسمه
وقال لي هو نوع نادر يصيب الأطفال


بحثت في كل المواقع ولم أجد شيئا


استمرت زيارتي له وأحيانا يرافق والده وأحيانا عمه ( صديقي في الشرقية ) رغم أنه في عمري ولكن العادات والتقاليد لا زالت تسيطر عليه حينما يراني لابسا بنطلون جنز يهزأني ويحط علي من هالكلام


فقلت له ذات مرة


المرجلة ماهيب في ثوب وعقال ..... المرجلة تارث سلوم جدانك


يصير بيتك للرجاجيل مدهال ..... وتطلق حجاجك بشوف ضيفانك


ماهوبعيب لبسة الرجل بنطال .....العيب تخون لك شخص خانك


المهم في كل زيارة أحضر معي مجموعة من قصص الأطفال أو هدية بسيطة لعبة يسلي وقته بها فيها تحدي وتنافس


كان هدفي هو تحدي المرض والقدرة على االإنتصار ليس إلا


يخبرني عمه يقول أحسن واحد يزورنا أنت نقضي الليل في اللعب أو نسولف عن القصة واخليه يقصها علي أحيانا


كان آخر لقاء معه رحمه الله قبل شهر ونص تقريبا في مناسبة معينة وضع الشماغ على رأسه ولم أشاهد سوى نصف وجهه


وابتسامته لا تفارق محياه


رحمه الله رحمة واسعة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق