الثلاثاء، 11 يناير 2011

حقيبتي السرية ( الجزء الثاني ) والأخير

تخرجت من الكلية بعد أربع سنوات ونصف السنة , وأنا أطوي صفحة من الألم كي أستقبل أخرى بروح متعطشة للألم والمعاناة

لم أستجب لنداء أمي بالعودة إلى بيتنا بقية العام , ولم أستمع إلى شجب والدي واستنكاره من رفضي للعودة

كانت فكرتي تدور حول الاعتماد على النفس  ,والثقة بمجتمعي أكثر , ورؤية الآخرين , وقراءتهم والعيش معهم

قررت العمل في القطاع الخاص مت تركت مدرسة أهلية إلا وسلمتهم شهادتي اليتيمة ,

عندما يرون أنها من كلية إعداد المعلمين يرفضونها مباشرة وطردي مع الباب , خريجي كليات المعلمين يتم تعيينهم مباشرة بعد تخرجهم في المدارس الحكومية بداية العام .

صدمة جديدة رفض من بدايتها الله يجيب العواقب سليمة , ترددت في العودة إلى مجتمعي الصغير والعيش مع أهلي من جديد حتى بداية العام

اتصلت بأقرب صديق لي ومستشاري الخاص ( محمد ) , نعم الرجل والصديق كلانا يعرف خفايا صاحبه ويشتكي كل منا للآخر 

من جور الزمن وظلمه يحكي أسراره الخاصة وأبادله أسراري لدرجة أن أهلنا لا يعلم عن بعض مشاكلنا

المهم أني حدثته بما يجول بخاطري فقال اعمل بمحل لبيع الخضار والفواكه وستصادف المجتمع وتعيش معهم

وافقت مباشرة وعملت بعد عناء البحث ثلاثة أيام متواصلة .

حقيقة لم يعجبني العمل بها استمريت قرابة الأسبوعين وتركتها لسبب أن أغلب من يشتري طبقة واحدة تقريبا وهم الموظفون الحكوميين تقريبا

تركت المحل وعدت لصديقي محمد بما حصل معي ونصحني مرة أخرى بالعمل في الكبائن الهاتفية وكانت في عز أوجها

بحثت عن كبائن هاتفية وكانت أول محطة لي في حي الروضة أمام بنك الجزيرة لن أنسى الموقع لسبب سأذكره

ارتحت للعمل بها زبائني من جميع الطبقات تقريبا العمالة والرجال والنساء والأطفال والشباب والفتيات

في الساعة الثانية ظهرا أتتني امرأة أجرت مكالمتها ثم أتت للحساب وسلمتها الفاتورة وبدأت بالحديث معي بكل جرأة
امرأة قصيرة مليئة الجسم أعتقد عمرها تجاوز 35 عاما

كيفك مع الشغل مرتاح قلت الحمد لله راحتي من راحة الزبائن استمرت بالسوالف إلى أن قالت كم رقم الكبينة عشان اذا بغيت اتصل

تعطيني خط وانا في البيت قلت ما عندنا هالخدمة قالت كم الرقم طيب قلت ضروري قالت ياليت قلت ما يحتاج عطيني رقمك وبتصل

بك لاحقا رفضت وقالت لا انا اللي بتصل قلت العفو والله نستخدم الهاتف كثير فاكس وعمل

في إحدى الليالي ومع قرب صلاة الفجر كان دوامي وقتها (  12 _ 8 الصبح ) أتاني شاب هيئته توحي بأنه غير طبيعي ( سكران ) عرفني بنفسه وعرفته بنفسي

بعد السوالف والأخذ والعطاء اكتشفت أني أعرف أقاربه ويعرفونني وأصبحت بيننا معرفة أنا وذلك الشاب

زارني أكثر من مرة ونسهر للصباح  وفي فجر يوم من الأيام أتى مع إشراقة الشمس

وقلت له أفطرت قال لا قلت سأحضر لنا فطورا فأنا لم أفطر بعد

ذهبت لمطعم قريب وأحضرت الفطور معي بحثت عن صاحبي فلم أجده

نظرت إلى صندوق الفلوس فإذا به خاليا ومفاتيح سيارتي أيضا

سرقها وولى هاربا بلغت الشرطة وحضروا قالوا تشك بأحد قلت لا أخذوني للمركز واتصلوا بصاحب الكبائن وحضر

قال لا أريد سوى فلوسي فقط اتصلت بعمي لوجوده بالرياض وأخبرته بماحدث سلفني المبلغ 3000 ريال تقريبا

سلمتها له واعطاني حقوقي وأعفاني من العمل

بحثت عن كبائن أخرى ووفقني ربي إلى خير منها راتب أفضل 1800 ريال وبعد شهرين 2400 إذا تحسن الأداء واستمريت معهم

جلست معهم قرابة 3 شهور مليئة بالمتعة والإثارة 

بداية وضعوني في المركز الرئيسي بالبطحاء للتجربة مراقبة بالكاميرات وحضور إداري ومعي موظف آخر دوامنا يبدأ من الرابعة عصرا وحتى 12 ليلا مزحومة جدا من الزبائن في يوم الجمعة فقط 8 ساعات حصيلتها لا تقل عن 15 ألف ريال

من ضمن الأحداث أتت فتاة صغيرة السن ربما لا تتجاوز 17 عاما ومعاها خادمتين معالم وجهها واضحة فالغطاء كان شفافا لا ترتدي نقابا أو برقعا لمعة أسنانها واضحه وضحكتها مثيرة وصوتها لا يقاوم نعومة
قلت لصاحبي سأحاسبها أنا ولا تقترب منها لعلي أحظى بدراهم منها أو بخشيشا

ومع زحمة الزبائن نسيتها وذهبت بلا رجعة سألت صاحبي عنها قال لم تدفع ريالا زائدا ولا بخشيشا

في يوم من الأيام حصل عجز مالي في الصندوق قدره 200 ريال تقريبا لا نعلم أين ذهب فقال لي المراقب انتبه من صاحبك فهو غير مؤتمن قلت حسنا سندفعها بالنصف بيني وبينه وقال الموظف لي لا أملك شيئا ادفعها وسأسددك لاحقا
ولم يسددني إلى اليوم

نقلوني لأحد فروعهم بحي الوزارات بعد شهر تقريبا

وكنت أتمنى نقلي لمركز عقارية الستين أكثر راحة وتوجد خدمة الكوفي مجانا للموظفين قهوة تركية أو كابتشينو العامل يجهزها لك وقت ما شئت

المهم نقلوني إلى حي الوزارات وبدأت العمل هناك بجانبنا مستوصف خاص أصادف كثيرا طبيبة من جنسية عربية كلما مرت غمزت بعينها لي وأبتسم لها كل مرة وتأتي أحيانا تتصل وتسلم علي وتكثر من الشكاوي والكلام ولا أعيرها اهتماما وتحاول إغرائي بجسدها ( المربرب ) وضحكاتها الهستيرية فإذا رأتني مللت وأحاسب الزبائن ترحل مباشرة

أما أشد المواقف حرجا لي كان صباح أحد الأيام كنت وقتها أداوم 16 ساعة باليوم لأخذ موظف إجازة ورفضت إحضار أي موظف وسأكمل المهمة أنا ظللت 11 يوما على هذه الحال حتى عودة زميلي

في صباح ذلك اليوم الهادئ أتت فتاة خطوتها هادئة وصوتها أهدأ من خطوتها وظلت مترددة قالت لي لو سمحت أخوي

قلت سمي وش بغيتي

قالت ابي خدمة قلت شو قالت اتصل على الرقم هذا قلت المعذرة ما اقدر ادخل قسم النساء قالت ارجوك ساعدني رحمت حالها وقلت حسنا
قالت اذا رد عليك قال العلاج خلص

دخلت قسم النساء قلت لها اجلسي على الكنب ودقي الرقم وهاتي السماعة اكلم ورفض قالت اجلس انت

جلست وهي واقفة أمامي فتحت عباءتها كانت ترتدي فستانا ( أظنه كذلك ) إلى ركبتيها اتصلت بعجل وكأن الأرض ستبلعني

لم يرد صاحب الرقم وأخبرتها ثم عدت إلى الاستبقال من جديد وخرجت هي ولم تعد لمدة اسبوع

وقتها تم تعييني في الشرقية وتركت العمل في الكبائن

بعد فترة قصيرة عدت لنفس الكبينة أزور الموظفين وقالوا لي أتت  فتاة وسألت عنك بالتحديد بعد ذهابك بيومين

قلت وماذا تريد

قالوا معها ظرف وكيس مغلف ما ندري وش فيه

قلت ليه ما اخذتوه طيب قالوا رفضت الا تسلمه بيدك قلت عطتكم عنوانها او شي قالوا لا

قلت لعل في الأمر خيرة ومن يومكم وانا افكر شو معها بالضبط

هنا انتهت حقيبتي السرية وأسرارها




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق