السلام عليكم
لم أكن أعلم أن مراهقتي الانعزالية , التي صمت فيها عن المجتمع .
لا جلوس معهم , ولا أحاديث , من البيت إلى المدرسة والعكس , وقليلا ما أذهب للعب الكرة عصرا .
لم أكن أعلم بأنها ستؤدي بي إلى محبة الآخرين
هنا سأتحدث عن بعض تفاصيلي الخاصة
تخرجت من المرحلة الثانوية أجهل المجتمع , أجهل أهدافي , أجهل أحلامي
انتقلت من مجتمع صغير إلى مجتمع أكبر , من مجتمع قروي إلى متحضر , من منغلق إلى منفتح
استجبت لرغبة والدي بالدخول إلى أي قسم شرعي ودرست في كلية المعلمين تخصص دراسات في علوم القرآن الكريم ( دراسات قرآنية )
جلست أربعة سنوات والنصف دراسة , أراقب أفكار من حولي من الطلاب أشاركهم الحديث تارة وأختفي عنهم تارة
قبل أن يصفعني أحدهم قبل اختبارات الترم الأول من أول سنة دراسية , زارني في شقتي كي أشرح له مادة أساسيات الكيمياء ,ويخرج من جيبه الحبوب المسهرة ( الكبتاجون ), ويعرضها علي كي تنفعني في المذاكرة
رفضتها بالطبع ولم تنفعه الاغراءات التي قدمها لي نهرته إن لم يكف عن ذلك لن أواصل الشرح له
كانت أول صدمة لي في المجتمع الجديد , بدأت أفقد ثقتي بمن حولي من الطلاب وواصلت عزلتي من جديد
وفي السنة الثانية ( استقعد لي دكتور في مادة معمل الرياضيات )
السبب كنت مريضا وبي حمى وحضرت محاضرته وسقطت عليهم من شدة التعب والإرهاق وأصابني تشنج شديد نقلني زملائي لأقرب مستوصف أهلي ثم بالاسعاف إلى مستشفى الملك خالد الجامعي
رسبت في المادة رغم ثقتي بأني أجبت جيدا وواثق من تجاوز المادة , ولكن إلى من أشتكي لن يصدقوا فأعضاء هيئة التدريس لا راقبة عليهم
طلبت تغيير أستاذ المادة وبحمد الله تجاوزتها
في هذه المرة فقدت ثقتي بكل أستاذ صدمات تتوالى الله يعين :(
في السنة الثالثة قلت لأخي لقد سجلت في نادي الجوالة بالكلية ولدينا اجتماع هذا المساء أريد مفتاح السيارة كي أحضر معهم
المهم أني ذهبت أقدم قدمي اليمنى تارة والأخرى تارة أصل إلى باب الكلية ثم أعود للسيارة خوفا وخجلا
شاهدني رجال المباحث واقفين بسيارتهم بمواقف السيارت ثم بدأو تحقيقا معي وعرقي يتصبب
كرهت نفسي والكلية وكل ما حولي
وعدت إلى أخي مكبلا بالصمت ولم أنم تلك الليلة جيدا
في آخر سنة رفضوا أن أضيف مادة أخرى وكانت سببا في تأخير تخرجي وجلست فصلا دراسيا أدرس مادة واحدة والفصل الآخر عاطل مع سبق الإصرار والترصد
حسبي الله عليهم ضاعت سنة دراسية من عمري الوظيفي بسبب مادة
سنكمل بقية الأحداث وستة أشهر من تفاصيل مجتمع جديد