الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

لحظات نرجسية ..,




(1)

في الصباح فتحت عينيّ فوجدتكِ تتأرجحين
على جُفوني..
فرحت..
رقصت..
بكيت..
ابتسمت..
وأغلقت عينيّ ثانية وفتحتهما فلم أجدكِ
فعدتُ أبكي..

(2)

زرتُ البحر حيثُ افتقدني دهراً
وكعادتي أخذتُ أُقلب صفحات الجريدة..
وجدتُ أخباركِ تأخذ مكان أخبارها..
ومقالاتكِ تحل محل مقالاتها..
وصوركِ تستوطن كل صورها..
حتى الرسومات كانت رسماً لكل ملامحكِ الجميلة التي أنعجن فيها
وأذوب فيها حد الانصهار..

(3)

وصلتُ إلى المكتبة متأخراً
لم أجدك على الكرسي الذي يحمل اسمينا.. ويعبق بأنفاسي
وكانت ملامح الخجل المرتسمة على محيّاكِ لا تزيدكِ إلا إغراءاً
وكم حسدتُ تلك اللوحة الكيبوردية التي استقرتْ عليها أصابعك
دون جدوى لحضوري الحقيقي..
فتركت جزءً من عبقي على ذاك الكف الصغير
لينساب في كل جزءٍ من مسام جلدك..


(4)

عدتُ لمنزلي لأتناول طعامي كما أوصاني الطبيب
وكان صوتك يطربني بين فترة وفترة
وكنتِ تنشدين لي شعراً بين كل لقمة وأخرى
وكنتِ تسقيني الماء المعطر بيديك بدلاً من دواء..
فيا لقدري الجميل بك..


(5)

عند المساء ارتشفت كأساً من الشاي المُر كما تحبين..
مَرّ طيفك بخيالي فصار الشاي سكراً..
والجو سكراً..
والمكان سكراً..
والكلام سكراً..
حتى حروفي أصبحت سكراً
كنت تمرين بجلبابك الأزرق المُعطر بأنفاسي..
وتكاد ابتسامتكِ الساحرة أن تفلت كفجرٍ يوشك
أن يفضّ بكارة الليل..
ويُشرق على نبض الحروف المزهوة..

(6)

يجيء موعد حُبنا اليومي..
تجتاح المكان غيوم الصمت المفتعلة..
أناديك بكل لغات العالم التي تعرفينها ولا تعرفينها
بحروف لا يفهمها سوانا.. وكلمات خرجت عن حدود القواميس..
أرتحل بعينيك كل العالم..
وأترك أنفاسي التي لا تغادرك تعبق كل المساحات في جسدك..
فأحبك.. ثم أحبك.. ثم أحبك..

(7)

أتركك وطيفي مُكرهاً..
وأحضن وسادتي الملتحفة بلفحتك الحمراء..
ثم أغفو تاركاً كل المساحات لأحلامي
اليومية بكِ وما برحت أن تكون جزء من يومي..
هكذا تمر أوقاتي مُذُ بدأت الإنعجان فيكِ
فوق خرائط من عشقٍ أسقطَ من حساباته
كل الأنظمة والقوانين
دون احتقان للمواعيد..

(8)

هل كان هذيان أوقاتي يصلك عبر
باقات الزنبق الأبيض دونما انتظار
لقدوم النبض؟؟
أم أنني كنت أخلط أوجاعي
وأمتزج وأوقاتي وحدي..
دون الوصول إلى الضوء
نهاية النفق؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق